خرج الفارس من دياره راكباً جواده ، قاصداً مدينة على الجانب الآخر من الغابة . كانت السماء صافية ، والهواء عليلاً ، وكانت الشَّمْسُ تغطي بأشعتها قمم الجبال العالية .
سار الفارس متمهلاً يستمتع بالمناظر الجميلة على جانبي الطريق حتى وصل إلى طرف الغابة ، ثم سار بين الأشجار وبينما هو سائر سمع صوتاً يصيح به : توقف وانزل من هذا الجواد ، ثم ناولني كُل ما معك من نقود . نزل الفارس من جواده وشهر سَيفَهُ ، ثم خاطب اللص قائلاً : بل تقدم أنت وخُذُ ما تريد إن كُنتَ تَستطيع .
خاف اللص خوفاً شديداً ولم يتحرك من مكانه فسار الفارس نحوه ولما وصل إليه قَالَ لَهُ : أبحث عن عمل شريف يكون سبباً لرزقك بدلاً من قطع طريق المارة ، وترويعهم وسلب أموالهم فقال اللص بصوت مضطرب نعم سأفعل ، سأتوب سيدي ، فأرجوك سامحني فقال له الفارس : سَأسَامِحُك هذه المرة ، فلا تعد إلى مثل هذا العمل الجبان مرة أخرى ، ثم أخرج من محفظته مبلغاً من المال ودفع به إلى اللص . فَأَخْذَ اللص المال ثم أطلق ساقيه للريح ، غير مصدق أنه قد نجا من الهلاك .