الصديق الذكي كان حماد النجار يسكن في قرية قريبة من مدينة «الفولة» في غرب كردفان ، وكان له ولدان هما بخيت وحميدان وبنتان هما حواء وحليمة ، وكانت زوجته تدعى مكة كان الحماد مصنع صغير بجوار منزله يقوم فيه بصنع الأبواب والنوافذ وغيرها من الأدوات الخشبية ، فيبيع لأهل قريته ما يحتاجون إليه ، ثم يحمل بقية ما صنعه إلى سوق المدينة ليبيعه هناك ويشتري لأسرته ما تحتاج إليه من طعام وملابس وغيرها . كان حماد كلما ذهب إلى المدينة قام بزيارة صديقه التوم الخضري في دكانه الذي يبيع فيه الخضر والفواكه فيعطيه التوم فواكه لأبنائه وبناته .
وذات مرة ذهب التوم لزيارة صديقه حماد وأسرته في القرية وهناك استقبله حماد مرحبا به كما استقبلته أسرته خير استقبال قال حماد لزوجته يجب أن تطهي لنا طعاما لذيذا فمعي هذا الصديق العزيز ، ثم قام حماد إلى دجاجه فذبح منه خمس دجاجات وتولت زوجته طبخها ، جلس الجميع إلى المائدة فنظر التوم إلى الطعام وقال : هذا طعام لذيذ حقا ، قال حماد : هيا قسم الدجاج بيننا يا شيخ التوم .
وكان التوم معروفا بالدعابة ، فأخذ صحن الدجاج ووضعه أمامه ، وقال : هل تريدون القسمة بالزوج أم بالفرد؟
فقالوا كلهم : نريد القسمة بالزوج ، قال التوم : حسنا ، ليجلس هذان الولدان مع أبيهما ، وتجلس هاتان البنتان مع أمهما ، ففعلوا ، قال التوم : هؤلاء الثلاثة حماد وبخيت وحميدان وهذه الدجاجة يكونون أربعة والزوجة وحليمة وحواء هؤلاء الثلاث ودجاجة يكونون أربعا وأنا وثلاث دجاجات تكون أربعة فقالوا جميعهم : لا تقبل ، إننا نريد القسمة بالفرد .
فقال التوم : حسنا حماد وزوجته ودجاجة يكونون ثلاثة وحليمة وحواء ودجاجة يكونون ثلاثا وبخيت وحميدان ودجاجة ثلاثة ؛ وأنا وهاتان الدجاجتان تكون ثلاثة والله لا أغير هذه القسمة أبدا ثم أخذ الدجاجتين ووضعهما أمامه وبدا في الأكل ولم يدع لأحد الفرصة لمناقشته فضحك الجميع لما فعله التوم .