الدواء في الغذاء في أيام الخريف الزاهية المشرقة ، عندما نسبح أبصارنا في الحقول المترامية الأطراف ، نرى الأنهار فيها من كل نوع ولون . وعندما نقف أمام المزارع تستهوينا النباتات فيها ، وقد نسقتها أيدينا لنتذكر عندئذ أن السرور ليس في متعة العين ، ولا في الرائحة الزكية فقط ، وإنما في الفائدة الصحية التي تقدمها لنا ولأفراد أسرنا ، هذه الزهور الفواحة ، أو تلك النبتة الشديدة الخضرة .
وإذا ذهبنا إلى السوق لنشتري حاجاتنا من بائع الخضر ، فلنتذكر أننا لا تجد الغذاء وحده ، وإنما نجد الدواء أيضا ؛ ففي مختلف أنواع الخضر والفواكه التي تحفل بها الأسواق ، كنز دوائي نادر رحيص الثمن ، منحنا إياه الخالق العظيم هو الأصل في بقائنا.
وهذه الخضر والفواكه تقدم لنا الغذاء الكامل والدواء الشافي ، وقديما كشف هذا السر الطبيب اليوناني (أبقراط) أبو الطب فقال كلمة ما زالت حقيقة مائلة إلى اليوم : (طعامكم دواؤكم ، ودواؤكم في طعامكم) وقد أكد هذا الكشف من بعده الطبيب البارع شيخ الأطباء ابن سينا ) الذي قال : (اعدل عن الدواء إلى الغذاء) .