تعلم القرآن، وتطعم الطعام
بعد دخول الإسلام على السودان ، تعرف السُّودانيون الدين الإسلامي وأحكامه ، وتعرفوا أيضاً شيئاً من علوم العربية حتى يسهل عليهم معرفة القرآن الكريم وتلاوته وحفظه .
وعندما نشأت سلطنة الفونج أو السلطنة السنارية وفد الكثيرون من العلماء من العالم الإسلامي .
وبمجيء هؤلاء العلماء تم تأسيس الكثير من المساجد والخلاوي لتعلم أمور الدين . لم يكن تعلم القرآن وحفظه قاصراً على الرجال وَحْدَهُم تَتَحدَّث كُتب التاريخ عَن نِسَاءِ سُودانيات لهن اهتمام بالعلم والصلاح والدين من أمثال فاطمة بنت جابر في شمال السودان .
وعرف اهتمام النساء بانشاء الخلاوي لتعليم الصبيان في أنحاء متفرقة من السودان في غربه ووسطه.
ومن بين اللائي تذكرها كتب التاريخ الشيخة أمونة التي تفردت بإنشاء الخلاوي الخاصة بالأولاد والبنات.
تحدث أحد علماء مصر واسمه رفاعة الطهطاوي أنه رأى في طريقه إلى السودان ببلاد الشايقية زوجة رجل سَنجك يُدعى الملك الازيرق ، وهذه السيدة تسمى أمونة تقرأ القرآن ولها خلوتان ، إحداهما للصبيان ، والأخرى للبنات وذلك لتعليم الأولاد القرآن.
والفقه واشتهرت هذه السيدة أنها كانت تُنْفِقُ عَلَى الخلوتين من كسبها لزراعة القطن وحلجه وعزله وتشغيله وكانت شديدة الحرص ألا يختلط شيء من مال زوجها بما تقدمه للخلوتين . وبهذا العمل قدمت الشيخة أمونة أنموذجاً طيباً وفريداً للتعليم الأهلي، قادته لِوَحْدِهَا فقد علمت القرآن وأطعمت الطعام .