من وصايا الحكيم
قال رجل حكيم لابنه وهو يوصيه يابني إياك والتعالي والغرور. واحذر أن تحقر أحداً ولو كانت عينك تراه فقيراً بائساً ليس عنده في المجتمع قيمة. وإذا حدثتك نفسك بأنك فعلت كذا وكذا من الخير فازجرها وقل: إليك عني فما فعلت من خير فمن الله، ولولا توفيقه ما فعلته، وما فعلت من شر فمن سوء نفسي، ومن الشيطان، وأتوب إلى الله منه.
يابني إياك والكذب، فإنه يوردك المهالك. وحين يكذب الكاذب يذهب قدراً من مروءته، لأن الكذب يدمن فلا يقدر صاحبه على تركه والكذب يضعف الثقة بين الناس، فتقل المروءة، وينزوي التحابب والمرحمة يابني، ليكن وجهك بسطاً، ولتكن كلمتك طيبة، تكن أحب الى الناس من أن تعطيهم العطاء.
يابني، أطلب العلم ومجالس الصالحين، الذين يدلونك على فعل الخير. فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة، كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء، يابني عامل الناس كما تحب أن يعاملوك، وإن استطعت أن تتجاوز عن إساءتهم فافعل واحتسب أجرك عند الله.
يا بني إياك أن تصرم صديقك بسبب الظن أو نقل الوشاية حتى تعاتبه فتعرف الحق وتقضي به. ولا تسمع للواشي يحدث بمخازي الناس فإنه يحدثهم بما يظنه فيك كما يحدثك بما يظنه فيهم فما لا ترضاه لنفسك لا.