Question

مع الرسول والرسالة القيادة الربانية، شرح الدرس

إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعظم قائد عرفته البشرية على الإطلاق، فقد كان قائدا عظيما، استطاع بما منحه الله من مؤهلات قيادية فريدة أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويرسي قواعد الإسلام، ويطهر الأرض من الطغيان والفساد. وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم متمسكا بتعاليم الدين، واثقا بالله في الظروف كلها، مضحيا في سبيل الله صابرا على الأذى، حتى محا ظلمات الجهل بنور الهدى، ونقل المجتمع من حياة المفاسد والرذائل إلى حياة الأخلاق الفاضلة والقيم السامية ويعد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أعظم قائد سياسي لقدرته الهائلة على التأثير في الناس، وتمكنه من نشر الدعوة الإسلامية في أرجاء الجزيرة العربية كلها في مدة وجيزة، وانتهج أسلوب الحكمة، والموعظة الحسنة، والقدوة الفاضلة، والتزم بالصدق والوفاء وحفظ العهود، وعامل الناس بالرفق واللين، وقدم لهم دروسا واقعية في الصبر والثبات على الحق، حتى تجمعت حوله فئة مؤمنة، وألقت إليه قيادها، قال الله تعالى: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) وقوله تعالى: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم) حتى أقام دولة الإسلام شائحة البنيان.و سيظل الرسول نفسه هو القائد العسكري الأنجح بما وهبه الله من حنكة ومهارة وشجاعة، فقد جاهد في الله حق جهاده، وسار على نهج القرآن الكريم في  مقارعة الكفار من أهل الكتاب والمشركين؛ حتى يكون الدين الله. وتتجلى حنكته العسكرية في تجهيز نفسه لمواجهة من يتربص بالدين الشر والعدوان، وفي استعداده للمعركة، والتخطيط المحكم لها برصد تحركات العدو، واستطلاع قوته، وتنظيم جيش المسلمين، وتحفيزهم على الثبات والصبر في كل موطن، والاستعانة القوية بالله عز وجل حتى يتحقق النصر المبين. وأبلغ شاهد على ذلك موقفه في غزوة أحد بعد أن تحول نصر جيش المسلمين إلى هزيمة بسبب تفريط الرماة في طاعة القائد ، وكاد الرسول نفسه يقتل في المعركة، لولا شجاعته وثباته واستبسال المخلصين ممن تبتوا معه في المعركة، فتراجع المشركون جميعهم، وانهزموا. وهو في كل معركة يضرب أروع الأمثلة في الصمود والاستبسال والثبات. وتبلغ عبقريته العسكرية مداها في غزوة خيبر، متمثلة في حسن اختياره للقائد الميداني الذي سيلحق الهزيمة باليهود، وكأنه يوجه الأمة بأنها لن تهزم أعداءها إلا بقيادة في مستوى الإمام علي - كرم الله وجهه فهو الذي يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله ومما تتفرد به الشخصية القيادية العسكرية للرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو ارتباطها بالجانب الأخلاق، فكم من قائد عسكري محنك لم يخسر في ميدان المعركة، ولكنه خسر في ميدان الأخلاق بما يرتكبه من جرائم وحشية في حق أعدائه المهزومين! أما القائد الإنسان محمد صلى الله عليه وآله وسلم  فلم يتنازل عن أخلاقه في أي موقف من حياته، حتى إنه عندما فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة أذهل التاريخ بعفوه عن كفار قريش الذين قاتلوه، وأخرجوه من بلده، وكان قادرا على أن يعاقبهم انتقاما منهم، لكنه عفا عنهم، ورحمهم، فما أعظمها من أخلاق وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قائدا ربانيا عظيما، ورجلا قرآنيا يتحرك بحركة القرآن الكريم، وبسير على هديه، فلا ينسى ربه، ولا يثق إلا به في الشدة والرخاء، والنصر والابتلاء وبهذا استحق تأبيد الله ونصره، فالرسول الرسول أعظم قائد عرفته البشرية في التاريخ.

Answer 1

مع الرسول والرسالة القيادة الربانية، شرح الدرس

إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعظم قائد عرفته البشرية على الإطلاق، فقد كان قائدا عظيما، استطاع بما منحه الله من مؤهلات قيادية فريدة أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويرسي قواعد الإسلام، ويطهر الأرض من الطغيان والفساد.