بداية حياة الإنسان القديم : عاش الإنسان القديم حياة بدائية. وكان يتغذى على ما يجمعه من الفواكه والثمار البرية، وعلى لحوم الحيوانات، التي كان يصطادها بأدواته، ويأكلها نيئة دون طهي وصنع من جلود تلك الحيوانات ملابس تقيه حرارة الصيف وبرد الشتاء.
ولم يكن للإنسان القديم، أول الأمر بيتا ثابتا، ذلك لأنه كان دائم التنقل، في سبيل البحث عن الطعام، ومطاردة الحيوانات، وكان يقضي ليله في أحد الكهوف أو على الأشجار . ثم اكتشف الإنسان النار واستخدمها في التدفئة والإضاءة، وطهي الطعام، وفي صهر المعادن .
هجرة الجماعات البشرية
لما قلت الأمطار، وانتشر الجفاف في الأماكن التي كان يعيش فيها الإنسان القديم اتجه نحو المناطق التي تتوافر فيها المياه . مثل مجاري الأنهار والبحيرات والينابيع، والأودية . عليه فقد تطورت حياته، حيث هداه تفكيره إلى معرفة الزراعة، عن طريق جمع البذور، وبذرها في الأراضي القريبة من المجاري المائية .
معرفة الإنسان للزراعة
نظرًا لأن الزراعة تحتاج إلى عناية مستمرة ومدة طويلة من الزمن، حتى يحين موعد نضج المحاصيل وحصادها . فقد اضطر الإنسان إلى بناء بيت من الطين، أو أغصان الأشجار، بالقرب من الأرض التي يزرعها، ويستطيع الإشراف منه على مزروعاته . ومع الزراعة استأنس الحيوانات التي تنفعه في حياته اليومية . وبذلك تميزت حياته خلال تلك الفترة بالاستقرار. بعد أن كان دائم التنقل، ومع الاستقرار، بدأت حركة تقدم الإنسان .
تطور حياة الإنسان القديم
فرضت عليه الحياة الجديدة إدخال تحسينات على أدواته المصنوعة من الحجارة والعظام والأخشاب. مثل الفؤوس والسكاكين ورؤوس السهام، والنصال الطويلة والمثاقب، والرماح، وقد تمت تلك التحسينات بالتدريج . فصقل أدواته وهذبها، حتى أصبحت أكثر دقة وجمالاً عما كانت عليه وقام الإنسان القديم بصنع أدوات أخرى . احتاج إليها في حياته أيضًا . مثل آلات الحرث والحصاد والطحن بالإضافة إلى (القرب) من جلود الحيوانات، لينقل بها الماء إلى مسكنه، كما صنع الأواني الفخارية لتخزين المياه والمحاصيل الزراعية وزينها بزخارف تمثل بعض الحيوانات والطيور والأسماك والأزهار وبمرور الزمن أصبحت حياة الإنسان أكثر تقدما. فاستخدم المعادن، وخصوصا النحاس في صنع بعض الأدوات والحلي وعرف النحت والزخرفة وصناعة الأختام واشتمل تقدم الإنسان أيضًا على بناء المساكن فظهرت في بعض المناطق منازل مستطيلة الشكل أساسها من الحجارة الكبيرة، وجدرانها من الطوب المصنوع من الطين، وسقفها من أغصان الأشجار، تغطيها طبقة من الطين.