من هي سميراميس ويكيبيديا تاريخ الأسطورة
من هي سميراميس
ارتبطت تسمية "سميراميس" بالعديد من المعالم الأثرية في غرب آسيا والأناضول بعد أن فُقدت أو نُسيت أصولها، بما في ذلك نقش بيستون لدارا الأول. ينسب لها هيرودوت الفضل في بناء الضفاف الاصطناعية التي حصرت نهر الفرات.[6] وعرف اسمها لأنه مكتوب على باب بابل. سميت العديد من المواقع في جميع أنحاء بلاد ما بين النهرين، وميديا، وبلاد فارس، والشام، والأناضول، وشبه الجزيرة العربية، والقوقاز باسمها لذكراها.
تاريخ
على الرغم من أن الإنجازات المنسوبة إلى سميراميس تكمن في المقام الأول في عالم التأريخ الأسطوري الفارسي والأرمني واليوناني، إلا أن الشخصية التاريخية شامورامات موثقة بقوة. من المحتمل أنها تولت بعد وفاة زوجها دور الوصي على ابنها أداد نيراري الثالث. وبالتالي، من الممكن أن تكون شامورامات قد مارست السلطة على الإمبراطورية الآشورية الجديدة الممتدة (911-605 قبل الميلاد) خلال تلك الفترة التي امتدت فيها الإمبراطورية من جبال القوقاز في الشمال إلى شبه الجزيرة العربية في الجنوب، ومن غرب إيران في الشرق إلى قبرص في الغرب.
في مدينة آشور على نهر دجلة، شيدت شمورامات مسلة نُقشت عليها عبارة: "مسلة شمورامات، ملكة شمشي أداد، ملك الكون، ملك آشور، أم أدد نيراري، ملك الكون". ملك آشور، زوجة ابن شلمنصر، ملك أقاليم العالم الأربعة."
الأسطورة
تحكي الأسطورة أنه انسابت سيول عارمة ذات يوم على منابع نهر الفرات ففاض النهر، وتدفقت مياهه، وخرجت الأسماك تستلقي على الشاطئ، وكانت بين تلك الأسماك سمكتان كبيرتان حيث سبحت السمكتان إلى وسط النهر وبدأتا بدفع بيضة كبيرة طافية على السطح إلى ضفة الفرات، وإذ بحمامة بيضاء كبيرة تهبط من السماء وتحتضن البيضة بعيدا عن مجرى النهر.
ورقدت الحمامة على «البيضة» حتى فقست، ومن داخل البيضة خرجت طفلة رائعة الجمال من حولها أسراب من الحمام ترف بعضها عليها بأجنحتها لترد عنها حر النهار وبرد الليل.
ثم بدأت الحمائم تبحث عن غذاء للطفلة، فاهتدت إلى مكان يضع فيه الرعاة ما يصنعون من جبن، وحليب، فتأخذ الحمائم منها بمقدار ما تحمل مناقيرها، لتقدمه للطفلة التي عاشت مع حمائمها سعيدة لا تعرف أبداً طعم الشقاء.
وقد تنبه الرعاة إلى جبنهم المنقور وحليبهم المنقوص، فقرروا ترك أحدهم ليراقب المكان وشهد الراعي الحمائم وهي تحط حول الجبن وتلتقط قطعه الصغيرة، وتملأ مناقيرها بالحليب وتطير به إلى مكان ليس ببعيد، فأخبر الراعي رفاقه فتبعوا الحمائم حتى وصلوا إلى حيث صبية ذات جمال رائع، فأخذوها إلى خيامهم، واتفقوا على أن يبيعوها في سوق «نينوى» العظيم.
وفي صبيحة ذات يوم حملوا الفتاة وقد اطلقوا عليها اسم «(سميراميس)»، إلى سوق نينوى. واتفق أن كان ذلك اليوم يوم موسم للزواج الذي يقام كل عام، حيث تجتمع في السوق الكبير جموع الشبان والشابات قادمة من كل نواحي المملكة، لينتقي كل شاب عروساً شابة، أو ينتقي صبية يحملها إلى داره فيربيها إلى أن تبلغ سن الزواج فيتزوجها أو يقدمها عروساً لأحد أبنائه. كانت ساحة سوق «نينوى» تغص بالشيوخ «الكهول والشبان». دخل الرعاة بالصبية الصغيرة الحسناء إلى حيث يعرضونها للبيع. جلس الرعاة مع الصبية في أول الصف، فشاهدهم «سيما» ناظر مرابط خيول الملك، وكان عقيماً لا ولد له فهفا قلبه إلى «(سميراميس)» ورغب في تبنيها.
ودعا «سيما» الرعاة وساومهم على ثمنها، وعندما تمت الصفقة، عاد بها إلى منزله. ما أن رأت زوجته هذه الصبية ذات الجمال الرائع حتى فرحت فرحاً غامراً واعتنت بها عنايتها بابنتها، وظلت ترعاها حتى كبرت واستدارت وبرزت أنوثتها كأجمل ما تكون النساء!
وفي يوم ما كان اونس مستشار للملك، يتفقد الجمهور المحتشد بأمر من الملك وإذا بعينه تقع على (سميراميس) وهي الآن في عمر مناسب للزواج، فيصعق مذهولا من جمالها وبراءتها. قام بأخذها معه إلى نينوى وتزوجها هناك، وصار لهما طفلين ربما توأمين هما (هيفاتة) و (هيداسغة). يبدوا انهما كانوا سعداء، أما (سميراميس) فكانت فائقة الذكاء حيث كانت تقدم لزوجها النصح والمشورة في الأمور الخطيرة فأصبح ناجحا في كل مساعيه. أثناء ذلك كان ملك نينوى ينظم حملة عسكرية ضد الجارة باكتريا، فأعد جيشا ضخما لهذا الغرض لانه كان يدرك صعوبة الاستيلاء عليها. بعد الهجوم الأول استطاع ان يسيطر على البلد برمته ما عدا العاصمة باكترا التي صمدت. شعر الملك بالحاجة إلى اونس ولذا أرسل في طلبه، لكن اونس لا يريد مفارقة زوجته الحبيبة فسألها ان كانت ترغب في مرافقته، ففعلت.
هناك بعد أن تابعت (سميراميس) سير المعارك ودرستها بعناية وضعت العديد من الملاحظات عن الطريقة التي يدار بها الحصار. فبينما كان القتال جاريا في السهل فقط ولم يعر المدافعين والمهاجمين للقلعة أي أهمية، طلبت (سميراميس) إرسال مجموعة من الجنود المدربين على القتال في الجبال، إلى المرتفع الشاهق الذي كان يحمي الموقع. ففعلوا ذلك ملتفين حول خاصرة العدو المدافع وهكذا وجد الأعداء أنفسهم محاصرين ولا خيار لهم سوى الاستسلام.
في ثنايا هذه الأحداث صار الملك (نينوس) شديد الإعجاب ب (سميراميس) لما ابدته من شجاعة ومهارة لحسم المعركة. منذ اللحظة أخذ الملك يتمعن في وجهها الساحر وجمالها المدهش، فادرك أن قلبه غير قادر على مقاومة سحرها، ولذا طلب منها أن تكون زوجته وملكته. ثم عرض على اونس ان يأخذ ابنته بدلا عنها، إلا أن اونس رفض ذلك. مما حدا بالملك ان يهدده بقلع عينيه، وتحت وطأة الخوف واليأس استسلم اونس لمطلب الملك، غير أنه انهى حياته بعد فترة وجيزة من زواجها من الملك. هكذا أفلح نينوس بالزواج من (سميراميس) وصار لهم طفلا أسمياه (نيناس). بعد موت الملك اعتلت العرش كملكة لنينوى عاصمة بلاد الرافدين.
حسب الأسطورة الرائجة، قد دام حكمها 42 عاما، لكن الواقع انها كانت تحكم سوية مع زوجها الملك، فقط السنوات الخمس الأخيرة حكمت بمفردها بعد وفاة زوجها. وقد بدأت حكمها ببناء ضريح فخم في نينوى تمجيدا لزوجها الملك (نينوس).
وتذكر الاسطورة ان الملكة سميراميس بعد وفاة زوجها كانت تتخذ خليلا شابا في كل ليلة وتقتله في صباح اليوم التالي لكن لا توجد مصادر مؤكدة عن هذه المعلومة.