ترشيد استهلاك المياة
يعاني العالم من أزمة مياه تتفاقم كل يوم، بسبب الزيادة في أعداد السكان، والتقدم الصناعي الهائل، مما تسبب في اتساع رقعة الجفاف على سطح الأرض، وتلوث مصادر البيئة الطبيعية والإضرار بها، ومنها المياه بشكليها السطحي والجوفي.
تعد المياه العمود الفقري للحياة على الأرض، فلا يمكن الاستغناء عنها. لذلك ينبغي علينا الترشيد في استهلاكها. وترشيد الاستهلاك يعني الاستخدام الأمثل للمياه الذي يؤدي إلى تحقيق الفائدة من استخدامها بأقل كمية، وبأقل تكاليف مالية ممكنة. إن ترشيد استهلاك المياه أمر واجب على كل فرد في الأسرة والمجتمع، ولا يتحقق ذلك إلا بالعمل على نشر الوعي بأهمية المياه، وسبل الترشيد المتعددة في مناحي الحياة كافة، الأمر الذي يضمن لأجيالنا القادمة مصدراً دائما للمياه لتستمر عجلة الحياة.
وكل ما زاد عدد السكان، زاد استهلاكهم للماء. ولو تم ترشيد الاستهلاك بألا نفتح المواسير بأزيد من الحاجة، ولا ننسى اقفالها حين تقطع إمدادات الماء لأنها سوف تعود وتصب دون حاجة لها - لكان ذلك أنجع في تقليل الصرف، ونحن في السودان، من نعمة الله علينا لدينا عدة مصادر للمياه. فإضافة لنهر النيل العظيم، وفرعيه الكبيرين النيل الأبيض والنيل الأزرق، لدينا عدة أنهار، وأنهار موسمية، وخيران وبحيرات. كما أن معدلات هطول الأمطار غزيرة في وسط السودان والمناطق المتاخمة للجنوب، ولا نزال نحتاج إلى بناء السدود الصغيرة لحجز وحفظ مياه الأمطار والاستفادة منها في الصيف كما أن وجود خزانات كبيرة ضرورية لحفظ الماء للرعاة ومواشيهم في فصل الجفاف.