تشمل بلاد الشام، على ما يعرف الآن، سورية، ولبنان وفلسطين والأردن . وقد دلت الآثار التي عثر عليها في بلاد الشام، على أن حضارة قديمة، قد قامت في هذه المنطقة قبل عام 5000 ق.م .
كان عدد سكان بلاد الشام في عصور ما قبل التاريخ قليلا . غير أن عددهم قد زاد منذ حوالي عام 3000 ق.م ، نتيجة الهجرات السامية، التي خرجت من شبه الجزيرة العربية واستقرت في بلاد الشام .
وأهم تلك الشعوب التي سكنت بلاد الشام في العصور القديمة هي :
العموريون : هم إحدى الشعوب السامية، التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية، إلى بلاد الشام )حوالى عام 2500 م.ق واستقر قسم منهم فيها بينما تجه القسم الآخر إلى العراق، وأسسوا الدولة البابلية الأولى به .
من هم الكنعانيون :
هاجر الكنعانيون من شبه الجزيرة العربية حوالي عام 2500 ق.م واستوطنوا ساحل فلسطين، وجنوبها الغربي، بينما اتجه بعضهم إلى الشمال واستقروا على الساحل اللبناني الحالي، وعرفوا باسم (الفنيقيين) .
وقد سميت فلسطين في الكتب القديمة (أرض كنعان، نسبة للكنعانيين، الذين أقاموا فيها مدنا متعددة، عرفت باسم (ممالك المدن مثل : أريحا، مجدو، القدس، عسقلان الخليل. وبنى الكنعانيون بعض مدنهم في المناطق السهلية والساحلية. أما المدن الأخرى، فقد بنوها على الجبال، وأحاطوا بالقلاع والأسوار، ليلجأوا إليها كلما هاجمهم الأعداء .
ما هو نظام الحكم في الممالك الكنعانية؟
لم يستطع الكنعانيون تكوين دولة قوية، بل كانت ممالكهم عبارة عن مدن مستقلة على رأس كل مدينة ملك وحكومة ومجلس من الأعيان يعاونه في شؤون الحكم .
وكثيرا ما كان يقوم الخلاف بينها، ثم يتحول إلى حرب، وقد أثرت تلك الخلافات والحروب في الممالك الكنعانية، مما جعل الدول المجاورة، تطمع في احتلالها
استخدم الكنعانيون في حروبهم أسلحة مختلفة، مثل الرمح والسيف، والسهم والقوس واشتهروا باستخدام المركبات الحربية
حياتهم الاقتصادية
اشتغل الكنعانيون بالرعي كما اشتغلوا بالزراعة وانتجوا محاصيل متعددة، كما عرفوا صناعة الخزف والغزل والنسيج، والأواني المعدنية، التي صنعوها من النحاس والحديد.
الديانة الكنعانية
عبد الكنعانيون الشمس والقمر، واعتقدوا بأنهما إلهان يرقبان أعمال الناس، وكان إله الشمس يسمى (بعل) وآلهة القمر تسمى (عشتاروت). كما انتشرت بينهم عبادة الحية والثعبان ولم يؤمنوا بالبعث والحساب .
3- الفينيقيون :
هم فرع من الكنعانيين، سكنوا الشريط الضيق، الذي يقع بين جبال لبنان، والساحل. ويه أسسوا عدة مدن أشهرها : صور وصيدا، وجبيل .
مظاهر حضارتهم
التجارة : تعتبر التجارة البحرية من أهم الأعمال التي اشتهر بها الفينيقيون . فقد اتجهوا منذ البداية إلى ركوب البحر، نظرا لضيق أراضيهم الزراعية. فبنوا السفن من خشب الأرز، الذي ينمو فوق جبال لبنان وقد ساعدهم على ركوب البحر، معرفتهم النجم القطبي الذي استر شدوا به في الملاحة وجابت سفنهم شواطئ البحر المتوسط وجزره المتناثرة وعبرت سفنهم مضيق جبل طارق حتى وصلت إلى الجزر البريطانية.
وعمل الفينيقيون على تأمين تجارتهم، في المناطق البعيدة فأنشأوا مدنا ساحلية تجارية بحرية، لتموين سفنهم وحمايتها من الأخطار. ومن تلك المدن : قادش ومالقة وبرشلونة في إسبانيا وقرطاجة في تونس الحالية . ولبدة وأويا بطرابلس وصبراته في ليبيا.