قامت في بلاد الشام - قبل الإسلام - ثلاث دول رئيسية هي :
- 1- دولة الأنباط في الجنوب .
- 2- دولة تدمر في الشمال.
- 3- دولة الغساسنة في الوسط .
4- أما دولة المناذرة : فقد قامت في منطقة الحيرة في العراق وكانت لها صلات تاريخية مع دولة الغساسنة ببلاد الشام وسنتحدث فيما يلي عن كل دولة من هذه الدول.
المنطقة الصخرية، الواقعة في صحراء شرق الأردن، قرب خليج العقبة، وذلك حوالي عام (587 ق.م) ثم أقاموا دولتهم هناك، وعملوا على توسيع نفوذها، حتى وصلوا إلى دمشق، وسهل البقاع وحوران وجبل الدروز.
ومعظم شمال شبه الجزيرة العربية، ومن أهم ملوكهم : الحارث الأول، الحارث الثالث، عبادة الثالث وقد اتخذ الأنباط من مدينة (بترا ) عاصة لهم. وهي كلمة يونانية معناها الصخر، وقد سماها الإغريق بذلك، لأن بيوتها منحوتة في الصخور. أما العرب، فأطلقوا عليها اسم (الرقيم).
وكان موقع المدينة يشرف على طريق القوافل التجارية البرية، القادمة من الخليج العربي، وشبه الجزيرة العربية، والبحر الأحمر، وغزة . ولذلك أصبحت مركزا تجاريا ممتازا. واستفاد الأنباط من ذلك الموقع فأصبحوا بذلك وسيطا تجاريا .
أ - القوانين : كانت قوانين الأنباط - عند قيام دولتهم - تحرم زراعة الحبوب وغرس الأشجار، وبناء المنازل وكان كل من يخالف ذلك منهم يعاقب بالقتل (وذلك لقلة المياه بمدينتهم) .
ب - المساكن : ونتيجة لذلك، فقد سكن الأنباط الكهوف الموجودة داخل الصخور، ولكنهم تخلوا عن تلك القوانين فبنوا البيوت التي حفروها في الصخور، وكذلك الصهاريج التي كانوا يملؤونها بماء المطر ولا تزال آثار كهوفهم وبيوتهم وصهاريجهم.
جـ - الكتابة: أما كتاباتهم، فقد أخذوها عن الخط الآرامي، وهو ما عُرف بالخط النبطي .
سقوط دولة الأنباط في يد الرومان
ظلت دولة الأنباط قائمة، حتى غزاها الرومان حوالي عام 106 ق.م)، وضموها لإمبراطورتيهم، وبذلك انتهت تلك الدولة، وانتقلت أهمية الطرق التجارية من العاصمة بترا إلى تدمر في الشمال .
دولة تدمر :
تدمر، مدينة عربية، ظهرت على مسرح التاريخ، حوالي عام 1800 ق.م)، وتقع شرق مدينة حمص السورية، في منطقة متوسطة، تلتقي فيها الطرق التجارية، القادمة من بلاد فارس (إيران)، والخليج العربي، والعراق . وآسيا الصغرى، وبقية بلاد الشام، ومصر، وشبه الجزيرة العربية، فساعد موقعها هذا، على ازدهار أحوالها الاقتصادية غير أن أهمية موقعها، لم يظهر إلا بعد أن سقطت (بترا) عاصمة الأنباط في أيدي الرومان وبذلك تحولت الأهمية التجارية إلى تدمر وقد استفاد التدمريون من ذلك فاشتغلوا بالتجارة، التي عادت عليهم بالأموال الطائلة، وعقدوا معاهدات تجارية، مع الفرس والرومان وغيرهما.
وقوع تدمر تحت السيادة الرومانية
طمع الرومان في تدمر، وذلك ليضمنوا السيطرة على الطرق التجارية في المنطقة، وفعلا هاجمتها الجيوش الرومانية عام (41) ق.م) ولم يستطع التدمريون صدها. فاضطرت تدمر إلى الاعتراف بالسيادة الرومانية عليها .
عين الرومان حكاما عليها من أسر تدمرية بارزة، وكان من أشهرهم أذينة بن حيران) وأذنية الثاني وزنوبيا وقد كانت امرأة قوية الشخصية تقود الجيوش وتستقبل الوفود واستطاعت تكوين إمبراطورية ضمت مصر والشام ومعظم آسيا الصغرى .
سقوط تدمر :
أغضبت زنوبيا بفتوحاتها الرومان وأقلقتهم، فأرسل الإمبراطور (أورليان) قوات رومانية لمحاربتها، فاحتلت مصر وآسيا الصغرى، ودخلت بلاد الشام حتى وصلت إلى تدمر. و حاولت جيوش زنوبيا الوقوف في وجه القوات الرومانية. فلم تستطع، ثم حاولت الخروج من تدمر سرا لتطلب مساعدة القوات الفارسية لها غير أن جنود الرومان تمكنوا من القبض عليها، واستطاعوا دخول المدينة بعد استسلامها عام (272) م) . وهكذا سقطت تدمر في أيدي الرومان وظلت تحت سلطانهم حتى الفتح الإسلامي لبلاد الشام .
آثار الدول العربية التي قامت في بلاد الشام والعراق قبل الإسلام
أما من آثار تدمر، التي مازال كثير منها، حتى الوقت الحاضر، فإنها تدلنا على أنها كانت تتمتع بازدهار اقتصادي وحضاري عظيم، بما اشتملت عليه من أقواس وأعمدة ومبان رخامية فخمة تميزت بالروعة والجمال ومن أبرزها :
- هيكل الشمس : الذي يعتبر من أهم معالم تدمر وهو عبارة عن بناء مربع الشكل طول ضلعه (740) قدما .
- الرواق الأعظم : ويقع بالقرب من الهيكل، ويعتبر من عجائب تدمر، وهو عبارة عن شارع رئيسي، يتفرع منه شارعان جانبيان .
- المدافن : ويتألف المدفن الواحد من أربع طبقات، ارتفاعها (80) قدما وعرضها (30) قدمًا، وله باب رئيسي يدخل منه الناس ويخرجون .