عدد مكونات النظام المالي في الحضارة الإسلامية
أولا - نشأة وتطور النظام المالي
كان الرسول الله ومن بعده خليفته الأول أبو بكر الصديق يوزعان الموارد في حينها وعلى مستحقيها وفي أوجهها الصحيحة، حيث لم يكن هناك فائض ليحفظ في بيت مال المسلمين. كما كان الإسلام قد حدد بعض موارد دخل الدولة الإسلامية. وفي خلافة عمر بن الخطاب ا تدفقت الأموال والخيرات بسبب الفتح واتساع أراضي وأملاك الدولة فأمر عمر ال بإنشاء بيت المال العام، ووجه بجمع الموارد في هذا البيت وهو أشبه بوزارة المالية في كل ولاية من ولايات الدولة ليصرف على شؤونها ويرسل ما يفيض عن حاجتها إلى وقتنا الحاضر. كما أنشأ عمر بيت مال في النظام المالي في الحضارة الإسلامية بعد ذلك وفقاً لتطور صادرات وواردات الدولة واتساع أملاكها وأراضيها وتزايد سكانها وخصوصاً بيت المال في عاصمة الخلافة وقد تطور في العصر الأموي والعصر العباسي، مما أدى إلى تطور مكونات وأوعية النظام المالي إلى حد إنشاء بعض الدواوين ذات المهام المالية الرديفة المهام بيت المال العام.
ثانيا - مكونات النظام المالي
بيت مال المسلمين : عمل النظام المالي في كل دولة على تحقيق التوازن بين مواردها ومصارفها، وقد سارت الدولة الإسلامية على هذه السياسة المالية في تنظيم موارد المسلمين، فأنشأت بيتا للمال أسمته بيت مال المسلمين وقد كان يطلق عليه أحياناً بيت المال العام ( الذي يشبه وزارة المالية في وقتنا الحاضر لحفظ أموال وحقوق المسلمين والتصرف فيها الصالح الأمة.
موارد بيت مال المسلمين : كان بيت مال المسلمين هو البيت الذي تجمع فيه كافة الموارد المحصلة للدولة، ومن أهم هذه الموارد :
الخراج : وهو مقدار من المال أو المحاصيل الزراعية تفرض على الأراضي التي فتحها المسلمون وتركوها لأهلها يزارعوها.
الجزية : مال يدفعه الذكور القادرون عليها فقط من أهل الذمة، مقابل حماية المسلمين لهم ولأموالهم، وهي تقابل الزكاة عند المسلمين.
العشور : هي ضرائب سنوية يأخذها المسلمون على بضائع التجار غير المسلمين.
الغنيمة: وهي ما يغنمه المسلمون من أعدائهم بالقتال.
الزكاة : أحد أركان الإسلام الخمسة وهي حق معلوم فرضه الله سبحانه وتعالى في أموال الأغنياء تؤخذ منهم وترد إلى فئات الفقراء.
الفيء: وهي الأموال والممتلكات التي يحصل عليها المسلمون من المشركين صلحا بدون قتال.
الركاز : وهو المال الذي وجد تحت الأرض سواء أوجده الله، أو كان کنزا تركه بعض الناس ولمن عثر عليه حق فيه.
العملة النقدية الإسلامية ( السكة ) : استعمل المسلمون في عصر الرسول الله والخلفاء الراشدون وأوائل العصر الأموي النقود البيزنطية والساسانية التي كانت سائدة قبل الإسلام. وفي خلافة عبد الملك ابن مروان الأموي، بدأت الدولة الإسلامية بسك عملتها النقدية بنفسها وكان يكتب على النقود باللغة العربية لفظ الجلالة واسم النبي الله على أحد الوجهين، وعلى الوجه الثاني التاريخ واسم الخليفة ثم أصبح بعد ذلك ينقش عليها عبارات مثل الشهادتين أو بعض الآيات القرآنية. وكانت الدنانير والدراهم تضرب أو تسك في مصانع خاصة عرف الواحد منها باسم دار الضرب أو دار السكة.
وقد عرف النظام المالي في الحضارة الإسلامية ثلاثة أنواع من العملة هي:
۱ - الذهبية ووحدتها الدينار الذي أصبح عملة عالمية آنذاك.
٢ - العملة الفضية ووحدتها الدرهم.
٣ - النحاسية ووحدتها الفلس.