ماذا صنع ملك الروم حين علم بقدوم جيش المسلمين
فتح الشام بعد أن تولى أبو بكر الصديق الخلافة اهتم بأمر الشام، وجهز أربعة جيوش أمر على الجيش الأول عمراً ابن العاص، ووجهه إلى فلسطين، وعلى الجيش الثاني، شرحبيل بن حسنة، ووجهه إلى الأردن، وأرسل الجيش الثالث إلى البلقاء وعليه يزيد بن أبي سفيان أما الجيش الرابع، فكان بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح، ووجهه إلى حمص، فلما علم هرقل ملك الروم بذلك أمر بجمع جيوشه في حمص، ثم وجه إلى كل أمير من المسلمين جيشاً يفوق من معه فرأى عمرو بن العاص أن تفرق جيوش المسلمين ضعف لهم، فأشار على الأمراء بالاجتماع فاجتمعت الجيوش باليرموك، والروم أمامهم، وكان ذلك في السنة الثالثة عشرة من الهجرة، وأرسل الأمراء إلى الخليفة طالبين أن يمدهم بجيش خامس، فكتب الصديق إلى خالد بن الوليد أمير جند العراق، أن يأخذ نصف جيشه، ويتوجه إلى الشام، مددا وفور وصوله جمع الأمراء، وأشار بأن يؤمر على الجيش كله أمير واحد وأن يتناوبوا الإمارة حتى يُؤْمَرُوا كلهم على أن يُؤمر هو في اليوم الأول فَقَبلُوا مشورته، وتولى القيادة، واقتتل المسلمون والروم قتالاً شديداً حتى كتب الله النصر للمسلمين، وهزم الروم هزيمة نكراء، وفي أثناء ذلك جاء بريد المدينة يحمل نبأ موت الصديق، وكان في السنة الثالثة والستين من العمر فتولى الخلافة من بعده الفاروق عمر بن الخطاب.