0 تصويتات
بواسطة (1.6مليون نقاط)
الآثار مرآة الزمن، نرى من خلالها أنماط الحياة لمن سبقونا قبل مئات السنين. وتوحي لنا هذه الآثار بخلاصة التجارب التاريخية، فاليمن الذي كان يمثل نقطة الصال بين الحضارات القديمة، تزخر أراضيه الشاسعة بكنوز غناء من الآثار القيمة التي تمثل جزءا من الإرث التاريخي العريق لليمن، وبراقش (يثل) إحدى المدن الأثرية المهمة، تقع إلى الشمال الغربي من مدينة مارب، وتبعد عنها بحوالي (۱۱۰) كم على وادي الخارد، وعلى مقربة من جبل يام، يسار الخط المعبد المتفرع من طريق مارب - حزم الجوف، فوق ربوة مرتفعة في منطقة شبه صحراوية، ومن الناحية التاريخية، تعد براقش المدينة الثانية بعد عاصمة الدولة المعينية معين، ويقرن اسمها القديم (يثل) باسم معين في ألقاب ملوك الدولة المعينية ملك معين ويثل). وكانت خاضعة للدولة السبنية في بعض الفترات، وللدولة المعينية في فترات أخرى ويرجع تاريخ تأسيسها إلى بداية الألف الأول قبل الميلاد. وقد امتارت بموقعها الإستراتيجي على طريق الذبان التجاري وهجرت لفترة، ثم استوطنت في مطلع القرن الأول الميلادي، ثم هجرت مرة أخرى، ثم استوطنت في العهد الإسلامي، وتعرضت للحريق، ومعظم البنايات على سطح المدينة - المبنية باللبن - تعود للعصر الإسلامي، بنيت على أنقاض المباني القديمة، فأكثر أجزاء المباني القديمة من معابد وقصور وغيرها مطمور تحت التراب، سور المدينة البديع هو الجزء البارز المحتفظ بمعالمها الأثرية بوضوح، العلوي منه رمم في العصر الإسلامي، ولا يظهر منه إلا الواجهة الخارجية، أما الجدار الداخلي، فأعاليه متهدمة، والأجزاء الباقية مطمورة تحت التراب باستثناء أحد الأبراج في القطاع الجنوبي الذي يظهر جداراه الداخلي والخارجي، بارتفاع (١٥) مترا، بينما يصل ارتفاع بقية السور على حالته القديمة إلى (٥) أمتار تحت أعالي السور المرمم في العصر الإسلامي، والذي استخدمت فيه الأحجار القديمة نفسها، ولكن طريقة البناء مختلفة، وكذلك بعض التقوش وضعت في غير أو وضعت مقلوبة.

ويصل ارتفاع السور مع الترميم إلى (۱۲) مترا وبعض أجزائه إلى (۸) أمتار، وقد اتخذ السور شكلا بيضاويا، يبلغ امتداد محيطه حوالي (۷۰۰) متر، دعم بعدد من الأبراج لتقوية المبنى ، ولغرض الدفاع عن المدينة، يبلغ عددها (٥٧) برجا، وطولها يبدو مساويا لطول الجدار الخارجي من السور، ويظهر بناء السور على شكل سلسلة من الدخلات والخرجات، والخرجات عبارة عن بروز في المبنى يمثل الجزء السفلي من الأبراج، ويحقق نظام الدخلات والخرجات أغراضا منها : تخفيف قوة الرياح على السور، وسهولة كشف أفراد الجيوش الغازية من خلال أبراج المراقبة، وعرض أكثر الأبراج حوالي (٦) أمتار ، أما الدخلات فيتراوح عرض أكثرها بين ٥ أمتار شيد السور من الأحجار الجيرية المهندمة بأشكال جميلة، مثل : تمليس أطراف الحجر وترك وسطها محببا أو خشنا. ويبدو بدن السور كقطعة واحدة، كأنه لا مجال لإدخال شعرة بين الحجر والأخرى إلا بصعوبة، وذلك بسبب الدقة العالية في صقل أطراف الحجارة لتلتصق مع بعضها بعضا مباشرة دون استخدام روابط بين الحجارة، أما أحجار الأساس، فغير مهندمة ، يبلغ طولها في الأساس (٣,٢٠ م × م) وتبرز عن السور بحوالي (۸) سم من القاعدة. ويبلغ ارتفاع الأساس مترين، ويتقلص إلى الداخل يقل سمكه كلما ارتفع) بحوالي (٥) سم. وقد بني بطريقة صف الحجارة أفقيا فوقها صف عمودي وهكذا، وذلك يؤدي إلى زيادة تماسك البناء، والبوابة الرئيسة للمدينة يظهر أنها تقع في الجانب الغربي، وهي الآن مسدودة ببناء من عصر متأخر ، وتتقدم البوابة ساحة مغلقة من ثلاثة جوانب مربعة الشكل، طول كل ضلع فيها حوالي (١٥) مترا، تشير النقوش إلى أن تجار مملكة معين كانوا يتحملون كلفة بعض أجزاء السور بدلا من دفع الضرائب الواجبة عليهم نقدا، وعلى كل، سور براقش بل ومدينتها كلها لا تزال بحاجة إلى المزيد من العناية الحمايتها، وكشف وتوثيق معظم آثارها التي لا تزال تحت التراب. فالمحافظة على الآثار محافظة على مواردنا الاقتصادية وهويتنا الحضارية.

3 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (1.6مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
المحافظة على الآثار محافظة على هويتنا الحضارية
0 تصويتات
بواسطة (1.6مليون نقاط)
الآثار مرآة الزمن، نرى من خلالها أنماط الحياة لمن سبقونا قبل مئات السنين. وتوحي لنا هذه الآثار بخلاصة التجارب التاريخية، فاليمن الذي كان يمثل نقطة الصال بين الحضارات القديمة.
0 تصويتات
بواسطة (1.6مليون نقاط)
ويصل ارتفاع السور مع الترميم إلى (۱۲) مترا وبعض أجزائه إلى (۸) أمتار، وقد اتخذ السور شكلا بيضاويا، يبلغ امتداد محيطه حوالي (۷۰۰) متر، دعم بعدد من الأبراج لتقوية المبنى ، ولغرض الدفاع عن المدينة، يبلغ عددها (٥٧) برجا

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
منصة موقع الصرح العلمي ثقافي تعليمي تربوي يسعي لأثراء المحتوي العربي وتنوير العقول العربية بالمعلومات الصحيحة والدقيقة، كل ذلك من خلال كادر الصرح العلمي التعليمي.
...