دخل المعلم الصف، وألقى السلام على تلاميذه، ثم قال لهم: سنأخذ اليوم درسا من واقع حياتنا.
قال محمد: نريد أن تتحدث عن العمل وأهميته.
تبسم المعلم ثم قال: سوف تتعرف هذا ، ونجعل موضوعنا بعنوان (العمل مهنة شريفة)، ونتعرف الإخلاص فيه وإتقانه وأهميته.
قال أحمد: هل يمكن تعريف العمل - يا أستاذي ؟
المعلم: نعم ، العمل هو كل نشاط يقوم به الإنسان، ويبذل فيه مجهودا جسديا وذهنيا من أجل توفير دخل له ولمن يعيله، ولحفظ كرامة الإنسان من طلب الآخرين.
محمد: إن العمل هو أساس الحياة التي نعيشها، حيث يعد المصدر الرئيس للرزق والقوت الذي يرتجيه كل إنسان على وجه الأرض لاستمرار الحياة.
حسين: ويمكن القول إن الإنسان الذي لا يعمل يعد فردا غير فاعل وغير منتج، وعلى الفرد أن يسعى في ميادين الحياة مكافحا، وإلى أبواب الرزق ساعيا.
أحمد: ما مكانة العمل في الإسلام يا أستاذي؟
المعلم: إن ديننا الإسلامي يوصي بالعمل ؛ لأن فيه عزة وكرامة للإنسان من الذل والهوان، ويوصي بالإخلاص في العمل.
زيد: وكيف يكون الإخلاص في العمل؟
المعلم: يقوم الإنسان بالعمل ابتغاء مرضاة الله وحده، وأن يستشعر رقابة الله في عمله، ويتجسد ذلك من خلال إثقانه ، والقيام به على الوجه الصحيح، دون ابتغاء الثناء والمدح من أحد، وأن يرجو من الله الرضى والقبول.
المعلم: ما أهمية العمل للفرد والمجتمع؟
أجاب علي: العمل يزيد من ثقة الإنسان بنفسه، ومن قدراته، فالعمل يسهم في دفع عجلة التنمية، وزيادة النمو الاقتصادي، كما يساعد في تسهيل حياة الناس، وتوفير احتياجاتهم، فبه تنهض الشعوب وتتقدم الأمم.
قال المعلم: لقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية أمثلة تؤكد أهمية العمل، واتصف الرسل والأنبياء ( عليهم السلام) بأنهم كانوا ذوي حرف وصناعات ضمن مسؤولياتهم في الدعوة إلى الله ، قال الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم : ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده».
ولأهمية العمل ومكانته في الإسلام، فقد تناوله علماء الإسلام في كتبهم، فلا تكاد تمر على كتاب فقه أو كتاب حديث إلا وجدت العلماء قد أفردوا للعمل مساحة؛ لأنه يرتبط ارتباطا وثيقا بحياة الإنسان، وعرف علماء مسلمون بألقاب حرفهم، ومن تلك الألقاب: القطان، والجصاص، والقفال، والخراز، فلم يتبرموا من ألقابهم ولا منعتهم تلك الألقاب من العطاء العلمي الواسع، الأمر الذي يدل على شرف العمل ومنزلته العظيمة.