0 تصويتات
بواسطة (1.5مليون نقاط)
لقد حاول الإنسان منذ قديم الزمان البحث عن السعادة ومصادر الراحة، فسعى لأجل ذلك جهده؛ كي ينال ما يصبو إليه ، من خلال تواصله وتلاقيه بخبرات الآخرين من بني البشر، مما أتاح له أن يعمل ويفكر ويبدع ويبتكر. ومع تراكم معارف الإنسان وخبراته، فقد بدأت حياته بسيطة، ثم تنامت وتطورت، فاتجه إلى صنع حضارته، وما زالت البشرية تضع بصماتها الحضارية في المجالات المختلفة. ولقد وجد الإنسان ضالته في الإبداع والاختراع لتسهيل التواصل من خلال المعرفة وتطورها، وصارت التحولات الجذرية في المجتمع ثورة حقيقية في مجال العلم والعمل.

وقد تجسدت الثورة الصناعية منذ نهاية القرن السابع عشر في إيجاد قنوات الاتصال والتواصل؛ فقربت المسافات أكثر ، وأظهرت أدوات متعددة للنقل السريع والتواصل فائق السرعة، وقد استخدمت في مجالات واسعة كالطب والهندسة والصناعة ... إلح.

وقد فتح العلم بابا نحو الفضاء، فالأقمار الصناعية والأجهزة الإلكترونية التي تحملها سفن الفضاء فتحت آفاقا للدراسات العلمية، وخدمت الإنسانية في نقل الرسائل والصور عبر القارات وفي الاتصالات، كما أظهرت فوائد الجوية والأرصاد عبر المعلومات التي تزود العلماء بها، واتجه العلم نحو البحار لمعرفة أسرارها والاستفادة منها.

كما تبدو آثار هذا العصر واضحة من خلال استثمار الصناعة في مجال الاقتصاد، وامتزاج الإبداع بين المنتج والمطور ، كي يجعل العلم في سباق مع الزمن، فظهرت آلات ومخترعات جديدة ومتطورة تتسم بتيسير التنقل والتواصل بين البشر، وتقوم على الإنتاج الذي لا يتوقف، والتطور الذي يؤدي إلى راحة الإنسان، ومع تنامي المعرفة والتقدم العلمي والتكنولوجي وتطور البحث ازدهرت الصناعات وتطورت المنتجات، وأصبح التواصل أكثر سهولة ويسرا؛ فالخبر اليوم ينتشر خلال ثوان معدودة، والتنقل أصبح مذهلا، وتازرت المعرفة والآلة في النفوذ والسلطة.

لقد برهن التقدم الصناعي أن الأرض اليوم أشبه بقرية صغيرة، يسهل التنقل والتواصل بين أطرافها، فالطائرات النفاثة، والقطارات السريعة، والاتصالات المتعددة جعلت المتأمل للتطوير العلمي يقف حائرا إلى أين سيصل العلم ؟! ولقد سارع العلماء إلى تصغير حجم الآلات، والزيادة من قدرتها وسرعتها من خلال النظريات العلمية، والتجريب العملي، ولا يتوقف التطور عند حد، بل تسارعت المخترعات في تقديم أفضل الخدمات للبشرية، كثير من شؤونها.

إن المخترعات التي سهلت الكثير من المعضلات جعلت الأفق مفتوحا أمام التطورات الحديثة المتسارعة التي تثير الدهشة والأنبهار، وتبين مدى إلهام الله - عز وجل - لبني البشر في الاستفادة من العلم والمعرفة، وكلها من آيات الله في هذا الكون الفسيح، قال الله تعالى : (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء) إن الأمة الإسلامية اليوم تقف مستهلكة وعاجزة أمام تلك التطورات الكبيرة، الأحق في أن تأخذ زمام المبادرة والمسارعة لنيل العلوم، وتشجيع أبنائها على طلبه والاستفادة منه في واقع الحياة.

فما أخرج أمتنا إلى أن تجعل هذا العصر عصر إبداع وابتكار في مجالات المعرفة لتبني أوطائها وتكون في عزة وتمكين، فتسخر الطاقات ، وتقيم دين الله، وتتمكن من الاستفادة من العلوم بطريقة صحيحة، فلا تكون أسيرة لأعدائها؛ يوجهونها نحو منافعهم ، وعلى الأمة أيضا أن تستفيد من قنوات الاتصال والتواصل في العلم والعمل بجد وهمة لإظهار دين الله، وبذل ما يمكن بذله في سبيل الله، فمن خلال ذلك تتعزز الروح العلمية، وينمى الجانب النهضوي في الأمة، وتغرس القيم الفاضلة التي تنقذ البشرية من هذا الوضع الذي يطغى فيه الظلم؛ فيقف دين الحق في مواجهة الزيف والطاغوت بكل قوة وجد.

3 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (1.5مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
كيف كانت حياة الإنسان في بداية وجوده على الأرض؟
0 تصويتات
بواسطة (1.5مليون نقاط)
إن المخترعات التي سهلت الكثير من المعضلات جعلت الأفق مفتوحا أمام التطورات الحديثة المتسارعة التي تثير الدهشة والأنبهار
0 تصويتات
بواسطة (1.5مليون نقاط)
إن المخترعات التي سهلت الكثير من المعضلات جعلت الأفق مفتوحا أمام التطورات الحديثة المتسارعة التي تثير الدهشة والأنبهار، وتبين مدى إلهام الله.

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
سُئل يناير 1 بواسطة srhelmi (1.5مليون نقاط)
0 تصويتات
1 إجابة
مرحبا بكم إلى موقع الصرح العلمي، حيث يمكنكم طرح الأسئلة على الموقع وسوف يتم الحل في أقرب وقت.
...