عند طبيب العيون قالت منه الله : في عرفتي بدأت أكتب ثم أقرأ : (لي عينان واسعتان كعيني الغزالة ، أفتحهما كل صباح لأرى الدنيا منهما ، أحمد الله على نعمة البصر وأغمضهما كل مساء تحرسان نومي وأحلامي.
قالت أمي : كلام جميل لكنه لا يكفي عليك يا منة الله أن تكتبي كيف تحميهما من كل أذى .
سألت أمي : كيف أحميهما من كل أذى؟
ردت أختي عبير قائلة : مهلا ، البارحة شرحت لنا معلمة العلوم درسا عن العين ، وقالت لنا : نحافظ على سلامة العين بالغسيل اليومي ، وعدم التعرض للغبار وأشعة الشمس ، وأكمل والدي : عليك اتباع الشروط الصحيحة للقراءة.
صرخ أخي الصغير هيثم قائلا : أنا لا أرى ما يكتب على السبورة بشكل جيد من مكاني في الصف . تساءلت أمي بقلق : ولماذا لم تخبرنا من قبل؟ نظر والدي بدهشة وقد اتسعت عيناه ، ثم قال : ماذا قلت؟ لا ترى ما يكتب على السبورة بوضوح ؟
قال هيثم : نعم . والتفت أبي إلى أمي وقال : علينا أن نزور طبيب العيون بأسرع وقت ممكن.
في الموعد المحدد ، كنت أنا وأخي هيثم في غرفة الانتظار في عبادة الطبيب تنظر إلى لوحة معلقة على الجدار ، قالت الممرضة : هذه صورة تبين أقسام العين لتحديد المرض ومعالجته ، وعندما جاء دورنا ، دخلنا غرفة الطبيب قال الطبيب : بمن سأبدا؟ ردت أمي بلهفة : بالصغير أولا.
وقف أخي الصغير أمام اللوحة الضوثية ذات الأشكال الموضوعة باتجاهات مختلفة ومقاييس عدة وبدأ الطبيب يسأله عن الجاه كل شكل ثم فحصه بواسطة الجهاز قال الطبيب : عيناه سليمتان ، لكن عينه اليسرى متعبة قليلا ، سأعطيه قطرة يستعملها في وقتها المحدد ، ونظارة طبية يستخدمها عند القراءة والكتابة ، ثم التفت إلى أمي قائلا : أطلبي من المعلمة أن تغير مكان جلوسه في الصف . وبعد ذلك التفت إلينا قائلا : إن العين نافذتنا على العالم ، فلتحرص على ألا تقع على ما يؤذيها ، ولنحمها من كل الأخطار.